{[['']]}
كنتِ
على غير عادتك،وكانت الثامنة ولم تستيقظي بعد، ربما لم تنامي الليلة السابقة بفعل القصف
مثلنا .كانت شوارعك مُقفرة ومخيفة ، ولاشيء غير السكون بادٍ على محياكِ ،وكل شيء فيك
ينطقُها بوضوح " مغلق" مغلق للحرب !
لوهلةٍ
شككتُ في كونكِ أنتِ التي أعرفها ، حتى بدأ صوتُ أبواق السيارات متأخراً يشق سكون المدينة
على وجل ثم
بدأ بعضُهم يمارسون الحياة بحذر ، أما البقية كانوا يحثون خطاهم للهرب ، أو هكذا كنتُ
أظن أنهم مثلي يهربون و يبحثون عن حياة أكثر سلاماً.
لأنه
لم يعد ممكناً غير التفكير في الهرب ، فالطائراتُ تُسقط حملها في أي لحظة ، القذائف
عمياء والرصاصات المجنونة لا تعرف أحداً، والقدر مكتوبٌ وينتظرنا لنأتي إليه !
النزوح
يعني أن تأخذَ جسدك ، ،وبعضاً من ملابسك وأوراقكِ ووثائقك ، وتحشرها في حقيبة وتهرب.
وتحشو قلبك بكل أنواع المشاعر حتى يتعسر عليك تمييز نفسك !
يعني
أنك تقسم نبضات قلبك ، واحدة فرِحة للنجاة ، وواحدة قلقة على كل مايبتعدُ خلفك كل في
خطوة وواحدة تتحسر على الوطن الذي يتفتت أمام عينيك و أنت لا تملك إلا أن تهرب
الوجهة
التي قصدتُ لم تكن أحسن حالاً من بلدتي ، هذا ما تقوله لي وجوه ساكنيها ، وطوابير السيارات
الطويلة ،والعسس المنتشرين ليلاً ونهاراً لأجل الأمن كما يقال ، بمجرد أن دخلتُها شعرتُ
أنها تتأهب لإنفجار كبير.
بقيتُ
ساعتان على وصولي قضيتُ جلها وأنا أمخر عباب الذكريات ،و أحاول أن أعثر على كسرة أمل
تنتشلني من كل هذا الضياع حتى قاطعني كهل يجلس بقربي لم أنتبه له إلا حين تكلم ليسألني
عن الساعة ، أجبته أنها تقتربُ من الواحدة ، ثم أخذ يقلب الأحاديث بيننا بسلاسة حتى
شعرتُ أني أعرفه من زمن بعيد .
لهجته
تشبه لهجتي كثيراً غير أنه يعطش الجيم ونحن لا نفعل..
ولأني
كنتُ قلقاً من المجهول الذي ينتظرني هناك ، سألته عن أسوأ ماقد يواجه زائراً جديداً
باالأحرى نازحاً وليداً !
قال
: نحنُ يا بني تحت رحمة الرحيم ، وكل مايحدث مكتوب وما سيحدث مكتوب أيضاً ولا يمكن
أن يأتي أكبر من مقاسك .
ثم أردف :صم عن الكلام و أمسك لسانك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ،،فأهل هذه المدينة صائمون ومازلوا صائمين منذ تلك اللحظة التي لعلعت فيها مدافع الحرب، وصمتت فيها مدافع الصوم .
ثم أردف :صم عن الكلام و أمسك لسانك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ،،فأهل هذه المدينة صائمون ومازلوا صائمين منذ تلك اللحظة التي لعلعت فيها مدافع الحرب، وصمتت فيها مدافع الصوم .
قصة مذكرات نازح بقلم/ إيمان عشال |
مسابقة #عيدية_كاتب في القصة القصيرة (مجموعة اليمن تكتب).
| |
المشاركة الفائزة بالمركز
الثاني:
| |
أســـم المشاركـــة:
|
مذكــــــرات نــــازح
|
كاتبة المشاركـة:
|
إيمان عشال Eman AS
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق