ليان تحضنُ التراب / قصة قصيرة لمحمد جمال الماوري.

{[['']]}
ليان تحضن التراب / قصة قصيرة لمحمد جمال الماوري.
ليان تحضنُ التراب / قصة قصيرة لمحمد جمال الماوري



الواحدة قبل ثلثِ الليل بتوقيت المريخ، لا يوجد ضوء لأكتب..!
سأنامُ حتى تشرقُ الشمس
أشرقت..
ولكن بعد أن تأخرت دقيقتين!
ربما بسبب ازدحام الأرواح في السماء، آخرُها كانت روح جارنا الطيب "أبو ليان" الذي خرج كعادته بعربةٍ صغيرة تحوي قليلاً من حلويات رمضان عصر الأمس، خرج يجرُّ أملهُ فوق العربة بعد أن عانقتهُ البريئة ليان، وطلبت منه أن يعود إليها بوردة!
ليان الصغيرة لم تلاحظ أن طلبها المتواضع سيثقل من كاهل والدها وقد ينفق نصف ربح يومه ليشتري لها وردةً تحاكي ابتسامتها، انطلق مسرعاً إلى السوق ليصارع فقره وببحةِ صوتٍ كان يصيح "حلوى حلوى".
ليان طفلةٌ كأنها من الجنة!
وهي تداعبُ الريح بأناملها ناديتُها وسألتها عن حلمها، فقالت: " أبي يبيعُ حُلمِي كل يومٍ كي نعيش"!
ليان صغيرتي سأشتري لكِ حلماً لذيذاً.. لا عليك، والدمع يرافقُ كلماتي،
تأخر الوقت..
الساعةُ الآن توحي بأن مدفع رمضان سيؤذن بعد قليل،
كانت أمي قد طلبت مني أن اشتري بعضاً من الحلويات، طرقت باب الجار، سألت الصغيرة " أين أباكِ "؟
قالت مبتسمةً: " سيشتري لي وردة وقد يتأخر "،
ليان الصغيرة .. ستذبلُ الوردةُ غيرةً إن رأت جمالها!.
وأنا عائدٌ إلى المنزل إذا بأصواتٍ تهز الأرجاء ظننتها في البداية رعوداً فقد ابتسمت ليان قبل ثانيتين وأضاءت كبرقٍ سماءنا، لكنَّ الغريب في الأمر أن السماء صافيةٌ ولا تسبح فيها أي غيمة!.
إنفجارٌ مخيف هزَّ الارجاء،
يا الله .. لم يكن مدفع الصوم - أعرف صوته جيداً - تصاعدت الأرواحُ والدخان من السوقِ القريب منِّا، وهرعنا إليه لمعرفة ما يجري،
"ليان لا تلحقي بي" أقولُ متلعثماً
لكنها لم تفكر حتى أن تستمع إلي!
كانت تصرخ خائفة " أبي أبي "،
وصلنا إلى السوق لتروي لنا الأشلاءَ ما حدث!
يا الله!!
لا توجد ولا حتى جثة مكتملة!
كلها منفصلة ومتفحمة،
من بعيد ومن بين كل الأصوات المخيفة صرخت ليان وانهارت باكية "أبي أبي أبي"، أسرعت إليها وكانت الفاجعة!
في الحقيقة لم تجد جثة والدها، بل يداً تمسكُ وردة!
كنا ننتظرُ أذان مدفع الرحمةِ والبركة، فأوقفت مدافعُ الحربِ انتظارنا بحقدٍ دفين.
مسابقة #عيدية_كاتب في القصة القصيرة   (مجموعة اليمن تكتب).
المشاركة الفائزة بالمركز الأول:
أســـم المشاركــــة:
ليان تحضُن التراب
كاتب المشاركـة:
شارك الموضوع ليراه أصدقائك :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
إتضل بنا | فهرس المدونة | سياسة الخصوصية
جميع الحقوق محفوظة لموقع شبكة أجداور
Created by Maskolis Published by Mas Template
powered by Blogger Translated by dz-site