{[['']]}
صباح
الخير لكما أبي وأمي،يبدو أنكما لا تزالا نائمين تحت تلك الأنقاض.لا بأس فأنتما بأمان
أبدي.
ما
هذه الأتربة التي تملأ ثوبي،أين مرآتي لأتفقد حال وجهي وأمشط شعري الأشعث هذا؟
حسناً،سأنهض
الآن،يجب أن أذهب في جولتي اليومية،لا تقلقا عليّ فحبيبي سيرافقني.
حبيبي،حبيبي،أين
أنت؟
انظر
كيف تبدو المدينة شاحبة دون ألوان،لا يهم فلا شيء فيها يعرف الحب مثلي،يكفي أنك تلون
حياتي أنا.
يا
إلهي!
أشعة
الشمس حارة جداً،تلسع أقدامي، لا أدري أي طريق سأسلك اليوم، لا أريد أن أعبر بجانب
أولئكَ الأطفال الذين ينعتونني بالمجنونة،أعلم أنك بجانبي ولا يتوجب عليّ أن أخاف،
لكني لا أحب نظراتهم تلك، وأخاف عليك من الأحجار التي يرمونني بها.
امسك
بيدي، تشبث بي جيداً، سنعبر الشارع لنصل لذلك السوق.
انظر
إلى هذا المحل، كان أبي يشتري لي الحلوى من هنا دوناً عن إخوتي، ههههه، كانوا يغارون
مني لأنه يدللني. أتغار؟
أعرف
أنك لا تزال تدللني حبيبي.
هه،
ما تلك الفوضى يا تُرى حول ذلك المكان؟
يبدو
أنه مخبز! أشعر بالجوع الشديد،هل سيعطونني شيئاً لأفطر به في أخر يوم من رمضان؟يا للسعادة
غداً هو أول أيام العيد.
تعال
لنكمل جولتنا..قدماي تؤلماني، مازالت جروحي تنزف،ولازال قلبي يواصل عزف نبضه ألحاناً
لكَ وحدك يا حبيبي ويُنسيني كل شيء.
ها
قد وصلنا إلى المكان الذي أخبرتك عنه،انظر إلى هذا الجبل الشامخ أمامنا،انظر إلى ذلك
العّلم كيف يُحلق عالياً ولا يبرح مكانه مهما هبت الرياح. من قمته تلك،ً كان يُضرب
مدفع رمضان، لم نعد نسمعه في وقتنا هذا،كان يذكرني بصوت جدي الأجش وهو يستغفر قبل كل
صلاة، بتنا نسمع مدافع الموت فقط.
تباً،الشمس
تهرول خلف الجبل،يجب أن نُسرع للمنزل، هيا سنتأخر.
ها
قد عدنا، أشعر بالتعب والجوع، حبيبي أعرف أنك تجلس بأمان في إحدى زوايا روحي،لكني أريدك
أن تأتي لنقتسم هذه القضمة الأخيرة،إنها ما تبقي لي من رغيف الخبز الذي أعطاني إياها
جارنا بعد أن تسول طيلة نهار أول يوم من رمضان .
"الله
اكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله.. "
حان
وقت الإفطار، ماذا!لقد انتهى الشهر، أبي،أبي، انهض، هل اشتريت لي ملابس العيد؟لماذا
لا تجيبني؟ يبدو أنك لم تعد تسمعني منذ تلك اللحظة التي نمت فيها هنا، وأنا،أنا سأظل
صائمة من كل شيء إلى أن تجد لي مكاناً بجانبك.
مسابقة #عيدية_كاتب في القصة القصيرة
(مجموعة اليمن تكتب).
|
|
مشاركة مميزة: اختيار
المحكمة/آزال الصباري.
|
|
أســـم المشاركــــة:
|
جنون حرب
|
كاتبة المشاركـة:
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق