{[['']]}
أريد
أن أفوز؛
ليس
من أجلي بل من أجل شجرة الكرز.
يسمونها
في قريتي شجرة "حب الملوك" وصدقني أيها القارئ لكل فرد فيها شجرته الخاصة،
وكلهم بأشجارهم ملوك خالدون؛ في موسم الجني تحتفي العذراوات والجميلات بالمحاصيل بتنظيم
الجميع في حفلات باذخة تستمر لأيام؛ مميزة بلباسهن الأبيض المثقل بالأحجار الكريمة،
بإبرازهم لما جني بطريقة مهيبة ورفيعة وكذا بخاتمة الحفل الروحية من أجل دوام الحال
المطمئن على القرية وشجرها.
قبل
ألف عام خيالية نزلت الإلاهة "مايا" إلى الأرض، باركت الماء والنحل، جعلت
الخصوبة لواقحا لكل شيء رسمت بتلات كرز بنكتارات مفاتن كل الشجر.. صارت البتلات حصن
القرية ومجدها وأبهتها.
..
أنا حبة كرز؛ همس "بوسيدون" في قلبي أني لن أحظى بسر الضوء، منذ ذلك الوقت؛
ألهبت مدافع الريح أمهاتي بنجوم ثاقبة، بدت أولا فاتنة.. مصممة.. فانتهت عدوة لي كم
تأخرت الطبيعة باتخاذها عدوة لها؛ فما اذخرت للغد مبايضها؛ تناثرت بروعة فتاكة للأمل.
قال الماء الذي تلا طلقات النجم:" لا تقدير؛ اليوم أطوي سجل الحياة وحربا أتفشى
في كل الجذور.".. انكسرت الأغصان واختنقت عناصر الجذع الدفينة في ستر الأرض بسرعة
فائقة اختزلت أعمار التكوين، لم تتحدث رسمات "مايا" عن مجد أعرج ولا ألسنة
العجائز ألمحت لغد بلا ملوك،ولا هامات الشجر أوحت لثمارها وبراعمها واستمراريتها أن
كدها الأحمر البراق سيصوم أبدا عن التشكل.
في
خطوط بذرتي كل تاريخ السلالة، العراقة، الأصل غير المختلط، الاستمرارية.. كم تحرقني
إرادتي لصوم التكوين؛ حيث تبدو الشجرات وقورة كجبين زيتونة، هادئة كالزمن، كجنين..
وفي حشاها حياة منفعلة منظمة جليلة تطمح للولادة.. صوم شجر الكرز صنع الولادة، سك الحصون،
سن المجد، تثبيت الوجود البديع.. صوم شجر الكرز سبت عميق تختبر فيه تقوى البقاء النبيلة.
سأفوز
بالحياة على الأرض لتتلقفني يد وجود ما فتغمدني في بطن الأرض وأسترد ملوكي؛ فمازلنا
صائمين منذ تلك اللحظة التي لعلعت فيها مدافع الحرب وصمتت فيها مدافع الصوم.
مسابقة #عيدية_كاتب في القصة القصيرة
(مجموعة اليمن تكتب).
|
|
مشاركة مميزة/ اختيار
المحكم حامد الفقيه
|
|
أســـم المشاركــــة:
|
مذاقي مجد السلالة
|
كاتبة المشاركـة:
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق