{[['']]}
محتويات الدرس :
مفهوم القصة القصيرة, خـصــائـص الـقـصّــة الـقـصـيـــرة, مميزات القصة القصيرة ,تأثير طبيعة البناء الفني في كل من القصة القصيرة والرواية, مراحل تطور القصة القصيرة,أسس ومبادئ القصة القصيرة .الغاية الفنية للقصة القصيرة.
مفهو القصة القصيرة.
القصة
القصيرة: شكل فني من أشكال القصة يتميز بقصره، ويدل علي ذلك اسمها.
أو
هي: عمل فني يتميز بإحكام البناء.
ويعرف
النقاد القصة القصيرة بأنها :
حكاية
أدبية .
تدرك
لتقص .
ذات
خطة بسيطة .
وحدث
محدد .
حول
جانب من الحياة .
لا
في واقعها العادي والمنطقي .
وإنما
طبقاً لنظرة مثالية ورمزية .
لا
تنمي أحداثاً وبيئات وشخوصاً .
وإنما
توجز في لحظة واحدة , حدثاً ذا معني كبير .
والقصة
القصيرة كتجربة فنية شانها شأن كافة أشكال التعبير الأدبي والفني , تتكون من مضمون
وشكل . أو معني ومبني , أو فكرة وصياغة , والمضمون أو الموضوع المعالج ما كان له أن
يتشكل بلا صياغة أو إطار خارجي أو شكل معماري يبني عنه , كما أن الشكل أو القالب أو
الصورة ما كان له أن يتخلق من الهدم بدون المعني أو الفكرة التي يحتويها هذا الشكل
ويفرض وجودها , ومعني هذا أن القصة القصيرة وكل عمل فني , مهما بلغ من التجريد هو فكرة
صيغت داخل شكل معين , وأن الفكرة هي التي تفرض لون هذا الشكل وتتجسد داخله وتلتحم به
, ومن التآلف والامتزاج والالتحام بين الشكل والمضمون يتكون العمل الفني أو العمل الأدبي
.
وعن
القصة القصيرة يقول الدكتور رشاد رشدي "إنه من المعروف أن القصة القصيرة تروي
خبراً ولكن لا يمكن أن نعتبر كل خبر أو مجموعة من الأخبار قصة فلأجل أن يصبح الخبر
قصة يجب أن تتوافر فيه خصائص فنية أولها أن يكون له أثر كلي , وهذا هو أول مستلزمات
القصة , أي أن الخبر الذي ترويه يجب أن تتصل أجزاؤه بعضها مع البعض بحيث يكون لمجموعها
أثراً أو معني كلياً , ولكن المعني أو الأثر الكلي لا يكفي وحده لكي يجعل من الخبر
قصة , فلكي يري الخبر قصة يجب أن يتوافر فيه شرط آخر – وهو أن يكون للخبر بداية ووسط
ونهاية , أي يصور ما نسميه "بالحدث" الذي يكون من مراحل ثلاث : المرحلة الأولي
وهي البداية والمرحلة الثانية وهي الوسط , والمرحلة الثالثة وهي النهاية .
وقد
يظن البعض أن كل حكاية تنشر أو تروي لابد وأن لها بداية ووسط ونهاية وأنها بناء علي
ذلك لابد وأن تصور حدثاً , أي أنها قصة , ولكن هذا غير الواقع , فالكثير مما ينشر علي
أنه قصص ليس قصصاً علي الإطلاق , بل مجرد أخبار , وهذه الأخبار التي يكتبها الكتاب
وينشرونها علي الناس متنكرة في زي قصص كثيرة , بل أن الصحف والمجلات مليئة بها , وهذا
النوع من القصص يسميه "أرسطو" بقصص الأخبار .
وتختلف
القصة الأدبية عن القصة الإخبارية في عدة وجوه , فيري البعض أن "القصة الخبرية
في بنائها تجمل في فقرتين أو ثلاث فقرات , ثم يلي ذلك تفصيل أكثر , ثم تشرح بشيء من
التطويل.
وكما
أن الخروج عن المألوف يمثل باباً تدخل منه القصة الخبرية , بخلاف القصة الأدبية التي
تعتبر الدراما مدخلاً عاماً لها , والقصة الخبرية تحيط بالواقعة إحاطة خارجية , أما
القصة الأدبية فإنها تحيط بها إحاطة داخلية , وأن القصة الخبرية تعد تعبيراً موضوعياً
عن واقعة , أما القصة الأدبية فهي تعبير ذاتي .
والقصة
القصيرة كعمل أدبي هي التعبير من خلال الحادثة , بمعني أن الحادثة فيها موضوع وليست
هدفاً بذاته , وهي موضوع مختار ليتيح الفرصة للكاتب ليعبر عن نفسه ويبين عن موقفه وإحساسه
, فهي موضوع ما وراء الموضوع , أو بمعني آخر هي موضوع ومضمون أدبي , وفي رأي النقاد
يمكن تقسيم القصة القصيرة إلي :
قصة
الحادثة , ويكون جوهرها الحدث , الفعل نفسه .
قصة
الشخصية , ويكون بطل القصة هو المحور الذي تدور حوله أحداث القصة.
قصة
الفكرة , ويكون الغرض منها هو التعبير عن فكرة عند الكاتب ويلجأ إلي أجزاء القصة لتخدم
غرضه وخاصة حوارها.
وتختلف
القصة القصية عن الرواية , مع أنهما تستمدان من نفس المنابع , ولكنهما تستمدان بطريقة مختلفة تماماً , وأنهما
قالبان أدبيان متميزان , والفرق بينهما ليس فرقاً في القالب , مع أنه توجد بينهما فروق
كثيرة من حيث القالب بمقدار ما هو فرق أيديولوجي , هذا ما يؤكده "فرانك أوكونور"
, ويقول "اعتقد اعتقاداً قوياً أننا يمكن أن نري في القصة القصيرة اتجاهاً عقلياً
يجتذب جماهير الجماعات المغمورة علي اختلاف الأزمنة وأن الرواية مازالت بالفكرة التقليدية
عن المجتمع المتحضر".
كذلك
تختلف القصة القصيرة عن الرواية من حيث الشكل , ومن الممكن أن نعبر عن الفرق بينهما
بأن نقول أن القصة القصيرة قصيرة , وذلك ليس صحيحاً بالضرورة , ولكنه كاف كفرق عام.
ويشكل
عنصر الزمن أكبر ميزة للروائي , والنمو التاريخي للشخصية أو للحوادث كما نراه في الحياة
يشكل قالباً جوهرياً , لكن القصة القصيرة لا توجد لدي كاتبها شيء من هذا ينظر إليه
علي انه قالب جوهري , لأن إطاره الذي يرجع إليه لا يمكن أن يكون الحياة الإنسانية برمتها
, وهو لابد أن يختار دائماً الزاوية التي يتناولها منها .
وأن
أهم ما يميز القصة القصيرة عن الرواية أن الرواية تعتمد في تحقيق المعني علي التجميع
أما القصة القصيرة فتعتمد علي التركيز , والرواية تصور النهر من المنبع إلي المصب
, أما القصة القصيرة فتصور دوامة واحدة علي سطح النهر , والرواية تعرض للشخص من نشأته
إلي زواجه إلي مماته , أما القصة القصيرة فتتفي بقطاع من هذه الحياة , بلمحة منها
, أو بموقف معين أو لحظة معينة , تعني شيئاً معيناً , كذلك فهي تسلط عليها الضوء بحيث
تنتهي بها نهاية تنير لها معني هذه اللحظة .
القصة القصيرة اصطلاحاً:نشأ مصطلح القصة القصيرة
للتفريق بين ذلك اللون وبين القصة العادية، وذلك من حيث تتبع النقّاد لأهم عناصر القصة
القصيرة الذي يعتبر الطول أبرزه، ومع ذلك فإن القصة القصيرة يتوافر فيها كافة عناصر
القصة الطويلة من وجود زمان، ومكان، وموضوع، مع إمكانية استغناء الكاتب عن أحدها، وتتميز
عن القصة الطويلة بأن الكاتب يركز على أسلوب السرد واختيار المفردات بحيث يصل بفكرة
أو أفكار القصة إلى القارئ بأقل عدد من الكلمات. توجد العديد من التعريفات التي وضعها
النقاد الغربيون للقصة القصيرة والتي يمكن ألا تكون متناسبة مع اللغة العربية، حيث
تعرف القصة لدى البعض بأنها نوع من النثر الأدبي الذي يقرأ في جلسة واحدة، ويترواح
طول القصة الواحدة ما بين ألفي كلمة إلى خمسة عشر ألف كلمة، وتكون الأقل من الألفي
كلمة قصة قصيرة جداً. أجمع النقاد على أنها كشكل أدبي تتناول أحد جوانب الحياة أو النفس
البشرية ولا يجب على الكاتب الالتزام بتفاصيل البداية والنهاية في كتابتها، حيث يمكن
أن تدور حول حالة نفسية أو مشهد واحد.( المصدر موقع موضوع)
خـصــائـص الـقـصّــة
الـقـصـيـــرة :
أن الخصائص هي المحدد
الأساسي للعمل، إذا افتقدت القصة القصيرة لأحد خصائصها كانت شيئا أخر غير القصة القصيرة
وبالتالي فأن لـلآُقْـصـوصـة أو الـقـصـة الـقـصـيـرة خـصـائـص تتمثل فيـمـا يـلـي
:
الأشـخــاص :
و هـم أبـطـال الأقـصـوصـة،
قـد يـصـفـهـم الـكـاتـب و صـفًـا مـبـاشـرًا، و قـد يـصـفـهـم و صـفًـا غـيـر مـبـاشـر
عـن طـريـق الـحـوار، عـن طـريـق الـتـصّـرف و الـسـلـوك.
الــحَـيَّــــــزة :
و هـو وحـدة الـزمـان
و الـمـكـان، فـأخـداث الـقـصـة تـقـع فـي وقـت قـصـيـر تـدور فـي مـكـان أو مـكـانـيـن.
الـحـبـكـــة :
و هـي الـمـجـرى الـذي
تـنـدفـع فـيـه الـشـخـصـيـات و الأحـداث بـكـيـفـيـة يـنـشـأ مـنـه تـعـقّـد فـي حـيـاة
أشـخـاص الأقـصـوصـة، و يـنـبـغـي أن تـكـون هـذه الـحـوادث مـتـسـلـسـلـة بـشـكـل
مـعـقـول، حـتـى تـصـل إلـى ذروة الـتـأزم التـي يـلـيـهـا حـل حـبـكــتْ.
الوحدة:
والمقصود هنا أن تتضمن فكرة واحدة أو حدثا واحدا،
وشخصية أساسية، إضافة لهدف واحد؛ بهدف أن يصب الكاتب جميع إبداعاته في هدف واحد دون
أن يبتعد عنه.
و
تعني أن كل شيء فيها يكون واحدا، بمعنى إنها تشتمل على فكرة واحدة، وتتضمن حدثا واحدا،
وشخصية رئيسية واحدة، ولها هدف واحد...الخ.
وهو
ما يعني إن الكاتب عليه توجيه كل جهده الإبداعي صوب هدف واحد لا يحيد عنه.
يقول
"محمود تيمور " : ("أن القصة القصيرة على أصولها المقررة يجب أن لا
تتناول موضوعاً مترامي الأطراف تستغرق الحياة فيه فترة طويلة من الزمن فإذا تورط كاتب
الأقصوصة في معالجة موضوع واسع فقدت الأقصوصة في معالجة موضوع واسع فقدت لأقصوصة مقدمتها
وأصبحت نوعاً من الخلاصات والاختصارات للقصة الكبيرة . وليس هذا من الفن في القليل
أو الكثير ويستلزم هذا المفهوم الفني بالقصة القصيرة أن يُركز الكاتب في قصته حول حادثة
مفردة وأن يعنى أكبر العناية بالمواقف لا بالأشخاص ، وأن يتميز جانباً يسيراً من جوانب
الشخصية أو جزءاً دقيقاً في حياةِ شخصٍ ويجعله محور القصة، لا أن يكتب تاريخ حياةٍ
كاملةٍ في صفحات طوال ، ويظل الكاتب يكشف الجزئية البسيطة ويتعمقها و يعمد إليها كأنها
لحن من هذه الألحان التي يبني عليها المُوسيقي قطعته الفنية")
التكثيف:
وهو التوجه بشكل مباشر إلى هدف القصة ومبتغاها، من
خلال أول كلمة فيها، ومن بعد ذلك يكثر الكاتب فيها من الجمل القصيرة ذات الدلالات الكثيرة,
فهي كما يقول يوسف إدريس" القصة القصيرة رصاصة، تصيب الهدف أسرع من أي رواية".
و
مثال على ذلك تقول فوزية الشدادي في قصة "خيانة"("بعد عودته من رحلته
مكث طويلاً أمام الباب يحاول فتحه... كان الباب قد كبر، وكبر ومازال المفتاح صغيراً!!!")
إنها
قصة تسرد عالماً من المشاعر المتناقضة التي يُحدثها الغياب المادي والمعنوي، وهي في
قصتها التي تتصف بنوعٍ عالٍ من التكثيف ترينا أن هذا الغياب مثَّل خيانة، ومن ثم فقد
جوزي هذا الغائب عند عودته بعدم القدرة على التواصل مع الآخرين .
الدراما:
وهي وجود مزيج من الحرارة والحيوية والديناميكا في
القصة، حتى لو كانت خالية من الصراعات الخارجية، أو في حال كانت تتألف من شخصية واحدة
ليس إلا.
فالدراما هي عامل التشويق
الذي يستخدمه الكاتب للفت انتباه القارئ، وهي التي تحقق المتعة الفنية للقارئ وتشعر
القاص بالرضا عن عمله
بم
تتميز القصة القصيرة عن الرواية؟
إذا
كانت الرواية شكلاً فنياً من أشكال القصة بعامة فإن القصة القصيرة شكل فني منها يتميز
بقصره كما يدل على ذلك أسمها و مسألة القصر فيها مرونة إلى حد كبير.
مميزات
القصة القصيرة من حيث ( زمن القراءة ) ، ( والحجم ) .
1-
من حيث زمن القراءة:
قد
تقرأ في زمن يصل في حده الأدنى إلى بضع دقائق وقد يتضاعف فيبلغ الساعتين
2-
من حيث الحجم:
قد
تكون في أقل من ألف كلمة في حين يصل حدها الأقصى إلى اثني عشر ألف كلمة - فإن زادت على ذلك حتى ثلاثين ألف كلمة عدت رواية
قصيرة .
الفرق
بين ( القصة القصيرة ) و ( الرواية القصيرة ) من حيث الحجم ؟
1-
القصة القصيرة يبلغ عدد كلماتها من ( ألف ) كلمة إلي ( اثني عشرة ) ألف كلمة .
2-
الرواية القصيرة تكون أكثر من اثني ( عشرة ألف ) كلمة إلى أقل من ( ثلاثين ألف ) كلمة
إلامَ يرجع الفارق الحاسم بين الرواية والقصة .
مع
ملاحظة عنصر القصر فإن الفرق الحاسم بين القصة القصيرة وبين الرواية يرجع إلى طبيعة
البناء الفني منهما الذي يؤثر بدوره على الشكل المكتوب الذي تظهر فيه كلتاهما .
تأثير
طبيعة البناء الفني في كل من القصة القصيرة والرواية.
1- مع ملاحظة عنصر القصر فإن الفرق الحاسم بين القصة القصيرة وبين الرواية
يرجع إلى طبيعة البناء الفني منهما الذي يؤثر بدوره على الشكل المكتوب الذي تظهر فيه
كلتاهما .
2- الرواية تقدم حياة كاملة لشخصية واحدة أو عدة حيوات لشخوص متعددين:
أ- وهي حياة أو حيوات تتشابك وقد تتوازى وتتقاطع مع شخصيات أخرى تضمها الرواية
.
ب- وتمتد بها الزمن جميعا فيصل إلى عدة أعوام .
ج- كما تتعدد الأماكن التي تتحرك فيها .
د- وتتصف لغة السرد فيها بالإسهاب فالكاتب - من أجل محاكاة الواقع والإيهام
به
ه- قد يتابع بعض الشخصيات أو بعض الأشياء أو المناظر ويصفها وصفا شاملا دقيقا
إلى حد يبلغ حد الإملال أحيانا ، ولهذا يمكن حذف بعض المشاهد أو المقاطع الحوارية دون
أن يختل بناء العمل الروائي أو يتأثر على نحو ملحوظ .
3- أما القصة القصيرة فهي ليست اختصار لقصة طويلة كما قد يتوهم بعض القراء
وإنما هي عمل فني يتميز بإحكام البناء:
أ- لهذا تكون محدودة الشخصيات.
ب- قليلة الأحداث .
ج- قصيرة المدى الزمني غالبا .
د- والتعبير فيها غاية الإيجاز .
هـ- فكل وصف مقصود وكل عبارة لها دلالتها حتى إن واحدا من أبرز كتابها وهو
الكاتب الأمريكي " إدجار ألن بو " ذهب إلى أنه لا يمكن حذف جملة أو عبارة
بل كلمة من القصة القصيرة دون أن يتأثر بناؤها وقد يكون ذلك من قبيل المبالغة والحرص
على إحكام البناء ولكنها مبالغة لا تنفي الأصل .
القصة
القصيرة عمل فني يتميز بإحكام البناء.
يرجع
ذلك إلى أن كل وصف مقصود وكل عبارة لها دلالتها حتى إن واحدا من أبرز كتابها وهو الكاتب
الأمريكي " إدجار ألن بو " ذهب إلى أنه لا يمكن حذف جملة أو عبارة بل كلمة
من القصة القصيرة دون أن يتأثر بناؤها وقد يكون ذلك من قبيل المبالغة والحرص على إحكام
البناء ولكنها مبالغة لا تنفي الأصل .
ما الغاية الفنية للقصة القصيرة؟ وفيم تتمثل؟ وكيف تؤدى ؟
الغاية
الفنية للقصة القصيرة هي توصيل رسالة إلى المتلقي , وتتمثل هذه الغاية في فكرة، أو
مغزى، أو انطباع خاص , لكنه بدلاً من أن يقدم أيا منها بصورة تقريرية مباشرة يعزف عنها
القارئ أو لا يوليها اهتمامه يجسده في حكاية قصصية تحاكي واقع الحياة فتجذبه إلى متابعتها
والتأمل فيها، والتفكير فيما توحي به .
مراحل تطور القصة القصيرة:
عرف
الأدب العربي هذا الشكل الفني من أشكال القصة القصيرة خلال العقد الثاني من القرن العشرين
.
ومن
الأعمال الرائدة في هذا المجال قصة " سنتها الجديدة " للكاتب اللبناني ميخائيل
نعيمة .
يـعـود
الـفـضـل فـي طـهـور فّـن الـقـصـة القـصـيـرة فـي الأدب الـعـربـي إلـى الآداب الـغـربـيـة
حـيـث أتـيـح لـلأدبـاء الـعـرب لاطـلاع عـلـى هـذه الآداب، فـتـأثـروا بـهـا، فـكـانـت
الـقـصـة الـقـصـيـرة، ومن روادها الأخـوان مـحـمّـد و مـحـمـود تـيـمـور مـن الـروّاد
فـي الـمـجـال الـكـتـابـة فـي الـقـصـة الـقـصـيـرة و لـهـمـا يـعـود نـحـوهـمـا كـتـاب
كـثـيرون مـن الـمـشـرق و الـمـغـرب، و قـد اسـتـطـاعـوا أن يـجـاروا فـيـهـا الـقـصـة
الـقـصـيـرة الـغــربـيـة، مـن حـيـث تـنـوّعُ الـمـوضـوعـات و الـمـسـتـوى , و مـن
الـكـتـاب الـذيـن اشـتـهـروا بـهـذا الـفـنّ : يـوسـف إدريـس، نـجـيـب مـحـفـوظ، يـوسـف
عـواد، رضـا حـوحـو جـزائـري
.
من
الأعمال الرائدة في هذا مجال القصة القصيرة .
-
قصة " سَنَتُها الجديدة " للكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة وقد ظهرت سنة
1914 في مجموعته التي عنوانها ( كان ما كان ) .
-
" وقصة ( في القطار ) لمحمد تيمور التي كتبها 1917 وظهرت في العام نفسه ضمن مجموعة
( ما تراه العيون )
وفي
أثر هذا الكاتب مضى نفر آخر من الكتاب في مصر من أمثال شحاتة عبيد وعيسى عبيد وطاهر
لاشين ,ثم أخذت تتطور على أيدي عدد من الكتاب في الأجيال اللاحقة وعلى رأسهم نجيب محفوظ
ويوسف إدريس ويوسف الشاروني وصنع الله إبراهيم وبهاء طاهر وغيرهم .
أسس ومبادئ القصة القصيرة .
تعتبر
القصة القصيرة فنا حديثا لا يتجاوز عمره قرنا ونيف ,اشتهرت في روسيا على يد جوجل وتشيكوف
,وفي فرنسا كان جي دي موباسان ,وفي أمريكا برع فيها إدغار ألان بو , كان كاتب القصة
القصيرة يعتبر دخيلا على الأدب والثقافة ,لذلك كان يتم نشرها تحت عنوان فكاهة أو حكاية
,حتى أصبحت فنا رفيعا له أدوات وتقنيات ومهارات وموهبة
ما
هي القصة القصيرة ؟
اختلفوا
في تعريفها إذ عرفها البعض على أنها تصوير حدث في ظرف غير عادي تعرض له شخص عادي وعرفها
آخرون على أنها : تصوير حدث تعرض له شخص غير عادي في ظرف عادي
من
أهم الأسس التي رآها النقاد ضرورية في مجال القصة القصيرة :
أ- مبدأ الوحدة:
ويشمل وحدة الدافع، ووحدة الحدث، وحدة الفكرة، ووحدة الهدف , ومبدأ الوحدة هو الذي
يميز القصة القصيرة الجيدة عن غيرها.
وكاتب القصة القصيرة المخلص لعمله لا يكتب كلمة
واحدة لا فائدة منها ، بل إن كل كلمة فيما يكتب يحب أن يكون لها دورها في الوصول إلى
الهدف المنشود.
ب-مبدأ
التكثيف والتركيز:إن القصة القصيرة هي الفن
الأدبي الشديد التكثيف والتركيز والموضوعية ، لأنها تعالج موضوعا واحدا، أو فكرة واحدة،
ومن ثم فأن عنصر التركيز واجب.
ج- تفاصيل
الإنشاء:إن تحقيق مبدأ الوحدة والتكثيف يتطلب
عناية خاصة بتفاصيل بناء القصة وإنشائها ضمانا للإحكام الفني والتفاصيل هي:
1 - الشخصيات:في
القصة القصيرة ، فمن اللازم أن تلتحم جميع شخصياتها ، وان تكون متوافقة حتى يتحقق للأثر
وحدته .
2 - الحوار:
وقد تشمل القصة القصيرة حوارا قليلا أو لا تشمل ، فاذا وجد الحوار فانه يلزم أن يكون
جزءا من بنائها العضوي .
3 - الصراع:
والصراع أصبح جزءا مهما في بعض القصص القصيرة الحديثة ، لأنه يضفي على الشخصيات حرارة
وحيوية .
4 - التشويق:
ويشترط توافر عنصر التشويق في القصة القصيرة .
5 - الصدق:
ويضاف إلى هذا كله توافر عنصر الصدق مع الواقع الذي تقدم إليه القصة القصيرة ، أي أن
تكون عناصرها مقنعة .
وقد
ظلت تلك المبادئ أساسا تحكم بناء القصة القصيرة فترة طويلة من الزمن ، ومن منتصف الستينات
أصبح الكتاب ، على مستوى العالم ، يعيدون النظر في تلك الأسس بالحذف والإضافة .
اسم المؤلف والعنوان من فضلك
ردحذف