{[['
']]}
يتناول
هذا الموضوع بيانا مقتضبا عن طبيعة المتعة الفنية التي تكلمنا حولها منذ الموضوع الأول.
فما هي المتعة الفنية وماذا يقصد بها في درس النقد؟
أهداف:
يهدف
هذا الموضوع إلى:
أ. تحليل طبيعة المتعة الفنية
ب. بيان حقيقة المتعة الفنية في الكتابة الأدبية\
ماذا نقصد بالمتعة الفنية؟
ليست كل قصة تستهويك بحوادثها؛
وتثير انفعالك بمواقفها؛ جديرة بأن تسمى أدبا.
ولا كل قصيدة تدغدغ إحساسك،
وتستثير خيالك، جديرة بأن تسمى شعرا.
حقا أنك تجد نوعا من المتعة
في قراءة مثل هذه القصة أو هذه القصيدة، ولكن إياك أن تحسب أن هذه المتعة هي المتعة
الفنية التي نحدثك عنها.
- فالمتعة الفنية هي المتعة التي تشبعك بذاتها، و لا تحفزك إلى طلب متعة أخرى.
- والمتعة الفنية: هي المتعة التي تتيح لك أن تتأمل انفعالاتك، لا أن تخضع لانفعالاتك.
- وكل انفعال يمكن أن يكون التعبير عنه ممتعا، حتى الإنفعالات المؤلمة أصلا؛ كالخوف والغضب والحزن.
- إن الخائف يحد لذة في التضرع والتذلل لمن يخشاه.
- والغضبان يجد لذة في انزال العقاب بعدوه.
- والحزين يجد لذة في العويل وسكب الدموع.
- ولكن مثل هذه اللذات تختلف اختلافا جوهريا عن اللذة الفنية التي يجدها القارئ لقصيدة في الزهد أو في الهجاء أو في الرثاء. فالتعبير عن الإنفعالات بعمل ظاهر كالتذلل او العنف او البكاء يلذ الإنسان لأنه يطلق العنان لشعوره فيريحه من ضغظ هذا الشعور.
- لكن هذا التعبير يمكن أن يكون صوابا أو خطأ. وخطؤه أو صوابه يرجعان إلى توجيهه نحو هدفه الصحيح.
- أما اللذة الفنية فإنها تعبير باطني لا ينتهي إلى عمل ظاهر. إن الشاعر حين ينظم قصيدة والروائي حين يكتب قصة؛ لا يزيدان على أن يبرزا انفعالهما في شكل منظوم مفهوم. وقارئ القصيدة أو القصة لا يزيد على أن يتلقى هذا الإنفعال في شكله المنظم المفهوم فيساعده على أن ينظم انفعالاته ويفهمها. وبذلك يستطيع أن يسيطر عليها فيعيش في سلام مع نفسه ومع الناس.
- ومن أجل ذلك ارتبطت الميول الفنية الأصيلة بدماثة الطبع وحسن الخلق.
- وهناك في الأخير أنواع من الفن والأدب لا تساعد على تنظيم الإنفعالات وفهمها بل تكتفي بإثارتها. هذه الأنواع من الفن الرخيص والأدب الرخيص تمتعك إمتاعا سريعا سهلا بقدر ما فيها من التعبير عن انفعالاتك، ولكنها تترك هذه الإنفعالات في ثورة جامحة تنشد المزيد من الإشباع في دنيا الواقع العملي.
- ومن هذا القبيل تلك القصص التي تزين للشباب ممارسة الرذيلة أو تستثير في نفوسهم دوافع الجريمة، فهذه ليست من الفن الحقيقي أو الأدب الحقيقي في شيئ
خلاصة:
اللذة
الفنية هو التعبير الباطني الذي لا ينتهي إلى عمل ظاهر.
تدريب للتقويم الذاتي.
ماذا
تسمى اللذة التي يجدها القارئ في الفن والأدب الذي لا يساعده على تنظيم انفعالاته وفهمها؟
المراجع:
د. حسن شاذلي فرهود وغيره: البلاغة والنقد، (المملكة
العربية السعودية: الإدارة العامة للمناهج والبحوث والكتب؛ 1981م/1401ه) ط ثالثة.
4.7
الكتب المقترحة للقراءة
د.
عبد المنعم خفاجي: الفكر النقدي والأدبي في القرن الرابع الهجري، (القاهرة؟: رابطة
الأدب الحديث، د. ت.)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق