{[['
']]}
من أجمل الألغاز التي
تُروى عن العرب في الجاهلية قبل الإسلام ما جاء في " ديوان امرؤ القيس بن حُجر
الكِنديّ " أن عبيد بن الأبرص لقي امرؤ القيس فقال له : " كيف معرفتك بالأوابد"
فقال امرؤ القيس : " قل ما شئت تجدني كما أحببت "
فقال عبيد بن الأبرص مُلغزاً
:
ما حيّةٌ ميتةٌ قامت بميِتتِها
* * * درداءُ ما أنبتتْ سناً وأضراسا ؟[3]
فقال امرؤ القيس :
تلك الشعيرةُ تُسقى في
سنابلها * * * فأخرجتْ بعد طول المُكث أكداسا
فقال عبيد :
ما السُّودُ والبيضُ والأسماءُ
واحدةٌ * * * لا يستطيعُ لهُنّ النّاسُ تَمسَاسَا ؟[4]
فقال امرؤ القيس :
تلك السحابُ إذا الرّحمانُ
أرسلها * * * روّى بها من مُحول الأرضِ أيْبَاسَا
فقال عبيد :
ما مُرتجاتٌ على هَولٍ
مراكِبُها * * * يقطعنَ طولَ المدى سَيراً وَإمرَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ النّجُومُ إذا حانَتْ
مَطالِعُهَا * * * شَبّهتُهَا في سَوَادِ اللّيلِ أقبَاسَا[5]
قال عبيد بن الأبرص :
ما القَاطِعاتُ لأرضٍ
لا أنيس بها * * * تأتي سِراعاً وما تَرجِعنَ أنْكاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تلك الرّياحُ إذا هَبّتْ
عَوَاصِفُها * * * كفى بأذيالهَا للتُّربِ كنّاسَا
فقال عبيد :
ما الفَاجِعاتُ جَهَاراً
في عَلانِيَةٍ * * * أشدُّ من فَيْلَقٍ مَملُوءةٍ بَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ المَنايَا فَمَا
يُبقِينَ مِنْ أحدٍ * * * يَكفِتنَ حمقَى وما يُبقينَ أكيَاسَا
فقال عبيد :
مَا السّابِقَاتُ سِرَاعَ
الطَّيرِ في مَهَلٍ * * * لا يَشتَكينَ وَلَو ألجَمتَها فَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الجِيادُ عليَها
القَومُ قد سبحوا * * * كانوا لهُنّ غَدَاةَ الرَّوْعِ أحلاسَا[6]
فقال عبيد :
مَا القَاطِعَاتُ لأرْضِ
الجَوّ في طَلَقٍ * * * قبل الصّباحِ وَما يَسرِينَ قِرْطَاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الأمَانيُّ يَترُكنَ
الفَتى مَلِكاً * * * دُونَ السّمَاءِ وَلم تَرْفَعْ لَه رَاسَا
فقال عبيد :
مَا الحاكمُونَ بلا سَمْعٍ
وَلا بَصَرٍ * * * ولا لِسَانٍ فَصِيحٍ يُعْجِبُ النّاسَا ؟
فقال امرؤ القيس :
تِلكَ الموَازِينُ وَالرّحْمَانُ
أنْزَلهَا * * * رَبُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقيَاسَا
18 ساعة · العامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق